رساله رضاعيه حد كر- كافور- حنوط - فرسخ و صاع

سيرة الإمام أحمد بن يحيى الناصر لدين اللّه من كتاب الإفادة في تاريخ الأئمة السادة للسيد أبي طالب الناطق بالحق

أحمد بن يحيى رضي اللّه عنه الناصر، هو أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و أمه أم أخيه المرتضى «1» عليه السلام. و كان متقدمّا في الفقه ناشئا على الزهد بطلا شجاعا و له في الفقه الكتاب المعروف بالمفرد و جواب مسائل موسى بن هارون العوفي وجوب مسائل لطبريين و غير ذلك كان عند وفاة أبيه الهادي عليه السلام عدّ في لحجاز فورد عليه السلام و قد عزم أخوه على تسليم الأمر منه للعذر الذي ذكرنا. أولاده عليه السلام: القاسم أبو محمد و فاطمة أمهما رقية بنت إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل و اسماعيل و الحسن و جعفر و يحيى لأمهات أولاد.

مدة ظهوره رضي اللّه عنه و نبذ من سيرته و وقت موته و موضع قبره:

تسلم الأمر من أخيه لمرتضى رضي اللّه عنهما في صفر سنة إحدى و ثلاثمائة و قع بالدعوة و بايعه الناس و كان أول من بايعه خولان. فساس الأمور على سنن الاستقامة و قصر همه على الإيقاع بالقرمطة التي كانت مستولية على نوحي اليمن فحارب جماعتهم و بدّد شملهم. و كانت آخر وقائعه معهم الوقعة المشهورة التي استأصلهم فيها فاستأمن إليه جماعة منهم و تابو و أنابوا و انهزم لباقون إلى ناحية الغرب و توفي رضي اللّه عنه سنة خمس عشرة و ثلاثمائة. مدة ظهوره ثلاث عشرة سنة و دفن بصعدة حرسها اللّه إلى جنب أبيه. و ولاة الأمر بصعدة حرسها اللّه إلى يومنا هذا هم أولاده.

سيرته أيضا من كتاب الحدائق الوردية لحميد بن أحمد المحلّي

الناصر لدين اللّه عليه السلام، هو ابو الحسن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أمه أم أخيه عليهما السلام، و لا جوهر أعلى من جوهره، و لا عنصر أزكى من عنصره، و كيف يوصف شرف نسب تردد بين النبي المختار و الأئمة الأطهار و السادة الأبرار.

ذكر طرف من مناقبه و أحواله عليه السلام:

كان عليه السلام قد نشأ على الزهادة و تربي على العبادة و اقتبس من نور والده الوقاد و كرع في علم الأجداد حتى ارتوى من غريب علمهم و استمطر رباب فهمهم، فأحرز من علمهم الصافي الكثير، و انتفع من ردق سحابهم الجون الغزير. و له عليه السلام التصانيف النافعة و الكتب الرائعة في الأصول و الفروع و المعقول و المسموع فمنها كتاب النجاة في الرد على الجبرية القدرية الفرية و فيه علم عجيب و كلام حسن غريب، و هو مجلد كبير قدر عشرين كاملة، و له كتاب الدامغ و كتاب في التوحيد، و كتاب في الفقه و كتاب التنبيه، و كتاب مسائل الطبريين و كتاب الرد على الإباضية فرقة من فرق الخوارج و له في علوم القرآن ما يشهد بالإصابة و التبريز إلى غير ذلك من التصانيف المشهورة، و من شعره عليه السلام:

أبعد الأربعين رجوت خلدا و شيبك في المفارق قد أتاكا

كأني بالذي لا بدّ منه من أمر اللّه و يحك قد دهاكا

أولاده عليه السلام:

القاسم ابو محمد و فاطمة، أمهما رقية بنت إبراهيم بن محمد بن القاسم ابن إبراهيم و إسماعيل و الحسن و جعفر و يحيى و علي لأمهات أولاد ذكره السيد أبو طالب عليه السلام.

مدة ظهوره و نبذ من سيرته و وقت موته و موضع قبره عليه السلام:

لما قدم عليه السلام من الحجاز في آخر ذي الحجة من سنة ثلاثمائة و أقام مع أخيه عليهما السلام حتى كان يوم الأحد لثماني ليال خلت من صفر سنة إحدى و ثلاثمائة اجتمع إليه وجوه خولان فاستعانوا به على أخيه المرتضى أن يقوم فيهم فكره ذلك فسألوا الناصر عليه السلام القيام فيهم على ما كان والده فأجابهم إلى ذلك و قام فيهم و أعطوه العهود و المواثيق على القيام معه على كل من ناوأه. و كانت بيعته عليه السلام يوم الجمعة في مسجد الهادي عليه السلام الذي فيه قبره. و من رسائله عليه السلام فيما يتضمن الدعاء إلى دين اللّه و الحث على الجهاد في سبيل اللّه بين يديه قوله عليه السلام: ألا و إني قد رغبت فيما رغب اللّه فيه فنهضت له و قمت فيما ندب إليه فسموت له و عرّفت بما أمر اللّه فأعلنت. و لم أسع لطلب دنيا و لا توفير مال و لا ازدياد حال و لا طلب فساد في الأرض و لا إضاعة لحق و لا انتهاك لمسلم و لا هتك لمحرم و لا إراقة دم حرام و لا إظهار بدعة و لا فعل شنعة و لا محبة رفعة و لا إرادة رفاهية و لا مفاخرة بجميع. و إنما قمت للازم الحجة لي و وجوبها علي و توثق أرباقها بي على حين جفاء من الإخوان و تراكم من الأحزان و إفراد من الأعوان و ليس مكاني بخفيّ